المشهراوي: مستعد للعودة الآن وفورا إلى غزة ومشاركة القسام بالقتال

لا يخفي القيادي البارز في حركة فتح والمقيم الآن بين القاهرة وأبو ظبي
سمير المشهراوي إيمانه بأن خطاب حركة حماس إكتسب 'مصداقية' لدى الشعب
الفلسطيني والرأي العام العربي قياسا بخطاب حركته الأم فتح والسلطة التي
يقودها الرئيس محمود عباس.
هم - يقول المشهراوي - أظهروا عدة مرات أنهم يقرنون الأقوال بالأفعال
ويقاومون ويقاتلون عندما يستوجب القتال.ويضيف: بالنسبة لي ثمة أخطاء تورط
بها الأخوة في حماس لكن بالنسبة للواقع يقتضي الأمر أن نسجل لقادة حماس
الذين يطاردون ويقاتلون ويستشهدون ويبيتون في الميدان مع رجالهم.

ثمة مثال على ذلك عندما يتعلق الأمر بولاء المقاتلين في حماس لقائدهم
الشهيد أحمد الجعبري فالرجل بصرف النظر عن أي ملاحظات من أي نوع عليه كان
مطاردا ورأسه مطلوبا ورجاله في كتائب القسام اليوم ينتقمون له لإنه عاش
بينهم في البيارات ودربهم وتدرب معهم ومنحهم كل ما لديه وهو نموذج للأسف
نادرا ما شاهدناه في السلطة وبصراحة في غيرها.

وفقا للمشهراوي لا يليق بحركة فتح عندما تستهدف غزة وتقصف على هذا النحو
الهمجي إلا أن تكون في خندقها الأساسي الذي أسست من أجله.. يقول: هكذا
أفهم حركة فتح التي قصرنا معها جميعا وفي بعض الأحيان خذلناها وفتح هي
فلسطين والأم والطلقة الأولى والمقاومة والرصاصة في صدر العدو والراحل ياسر
عرفات.. كانت كذلك لكن لا املك الجرأة لأقول أنها اليوم بنفس الصورة.

إنطلاقا من ذلك ـ يوضح المشهراوي - وهو من أبناء قطاع غزة البارزين
وقبيل وقفته الأخيرة في عمان والتي تخللها دردشة مطولة مع القدس العربي
بأنه أرسل نداء لرفاق السلاح في كتائب الأقصى وأبناء حركة فتح الذين
يشاركون أهلنا في القطاع بمعركة المقاومة.

نداء المشهراوي طالب أبناء فتح بأن يهبوا للدفاع عن غزة بكل إمكانتهم
وبلا تردد مقتنعا بأن مقاتلي حركة حماس ينبغي أن لا يبقوا وحدهم في الميدان
في هذه الأيام الصعبة لإن المطلوب من العدوان قد يكون أضخم من إخضاع
المقاومة وحركة حماس فالمطلوب برأيه اليوم ليس رأس حماس بل رأس المشروع
الوطني الفلسطيني برمته، الأمر الذي يعني أن أبناء حركة فتح ومقاتليها
عليهم التحرك بالصدارة لحماية كل شبر وكل طفل فلسطيني في غزة وبعيدا عن أي
إعتبارات أخرى.

نداء المشهراوي الذي ضمنه أيضا في إطلالة له قبل أيام على شاشة العربية
إنتهى بان وصلته رسالة خلوية قراتها 'القدس العربي' من القيادي في حركة
حماس أحمد يوسف تتضمن عبارة تقدير مباشرة للموقف الأخير.

قادة حماس الميدانيين والسياسيين - يزيد المشهراوي - أغلبهم رفاقي في
زنازين الإحتلال أو جيران لي ولأهلي في القطاع اوزملاء دراسة... إختلفنا مع
بعضهم صحيح ويوجد سوء فهم وحصل صدام مع بعضهم الأخر صحيح وإنقلبوا علينا
صحيح لكن في النهاية هم فلسطينيون ورفاق سلاح ويقدمون أرواحهم فداء
للمقاومة وللوطن ولا مجال للجحود والنكران هنا.

الوقت الآن بالنسبة للمشهراوي هو الأنسب لمصالحة وطنية سريعة وفعالة
وبدون حسابات صغيرة لإن كل فلسطين مستهدفة من وراء الطائرات التي تنتهك
سماء غزة ولإن كل فلسطيني هدف لهذه الطائرات وعندما يفكر الأخوة في حماس او
في السلطة وحركة فتح بأقصر طريق للإرتقاء إلى مستوى صمود أصغر طفل فلسطيني
في غزة أقول لهم جميعا: الطريق الأقصر هي مصالحة الآن وفورا ومشروع تصدي
توافقي وطني ولحمة وطنية الأن وفورا ودون شرط أو قيد.

عليه لا يتردد المشهراوي في الإعراب عن إستعداده إعتبارا من اللحظة
بالعودة لقطاع غزة شخصيا والإشتراك في القتال مع حماس ويقول: عشت أكثر مما
ينبغي في الواقع ورفاقي في حركة فتح وأصدقائي في حماس وجيراني الكثير منهم
إستشهد ولا مبرر لبقائي في عمان أو القاهرة أو اي مكان مع الإحترام للجميع
ولو وافقت حماس سأدخل فورا وبلا تردد إلى قطاع غزة.

لكن إنجاز ذلك ـ يعترف المشهراوي - يتطلب أن تؤمن حماس بأني وأمثالي
والأخوة العالقين في مصر بعد 'الإنقلاب' من أبناء فتح في القطاع لا نسعى
للتجمع والتحشد وجمع السلاح إلا لهدف واحد فقط هو نفس هدفهم مساندة شعبنا
والمساهمة في التصدي للعدوان.

دون مصالحة وطنية فورية وإدراك جماعي لحجم التحديات وسعي جذري لإنقاذ
المشروع الوطني الفلسطيني يصبح من حق اي مراقب حسب المشهراوي الإرتياب بما
يجري وباهداف العدوان الإسرائيلي الأخير 'السياسية' الباطنية.

في التحليل هنا حصريا يشرح المشهراوي ويقول: إسرائيل لديها ثلاثة أهداف
مفترضة وهي القضاء على بنية المقاومة في غزة وتصفية قدرات حماس العسكرية،
والإنتقال بذلك للإستعداد للإنتخابات وهو الهدف الثاني.

المنطق يقول ان نظرية الردع الإسرائيلية سقطت بمجرد إنطلاق صفارات
الإنذار في تل أبيب مما يعني أن الهدف الإفتراضي الأول لم ولن يتحقق ومما
سيعني سقوط حكومة نتنياهو بالإنتخابات، الأمر الذي يجعلنا نشك بدوافع
ونوايا الهدف الإفتراضي الثالت وهنا مربط الفرس، يقول المشهراوي.