بركة يؤكد أن الزيادة الطفيفة بنسبة الفقر ناجمة عن زيادة عالية بين العرب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، على
أنه للسنة الثانية على التوالي، فإننا نلمس أن الفقر يتراجع ولو بوتيرة
بطيئة بين اليهود، بينما يرتفع بالذات بين العرب، رغم أن الفقر بين العرب
أصلا وفي جميع مستويات القياس، يشكل أكثر من ثلاثة اضعاف الفقر بين اليهود،
وفي حسابات أخرى، نجده أكبر بأربعة اضعاف وأكثر.
وجاء هذا، ردا على تقرير الفقر عن العام 2011، الصادر اليوم
الخميس، عن مؤسسة التأمين الوطني الاسرائيلية، إذ تبين ان نسبة الفقر عامة
بين الجمهور 24,8% وبين العائلات 19,9% وبين الأطفال 34,7%، أما بين العرب
فإن نسبة الفقر العامة 56,6% وبين العائلات العربية 53,2% وبين الأطفال
العرب 66% وللمقارنة فإن الفقر بين اليهود وحدهم 16,7% وبين العائلات
اليهودية 14% وبين الأطفال اليهود 21,5%.

وتابع بركة يقول في استعراضه لمعطيات التقرير، إن المخصصات
الاجتماعية على أنواعها، ساهمت في رفع نحو 50% من الفقراء اليهود الى فوق
خط الفقر، بينما المخصصات ذاتها، رفعت 11,5% فقط من الفقراء العرب، وهذا إن
دلّ على شيء، فقد دلّ على عمق الفقر بين العرب.

وقال بركة، إن المقلق في معطيات التقرير، هو أنها تواصل نفس
النهج الذي كان قائما في تقرير العام الماضي، عن العام 2010، إذ تراجع
الفقر في ذلك العام بين اليهود، وارتفع بالذات بين العرب، ولهذا، فإنه ليس
صدفة، أن نرى أن الفقر المستفحل بين العرب يتراوح ما بين ثلاثة اضعاف
واربعة اضعاف نسب الفقر بين اليهود، لأن هذه الفجوة نجدها أيضا في معطيات
البطالة، إذ أن معدل البطالة بين العرب تصل الى أكثر من خمسة اضعاف نسبتها
بين اليهود.

ولفت بركة، الى أن معطيات الفقر الحقيقية هي أبعد من تلك
المعطيات التي يستعرضها التقرير السنوي لمؤسسة التأمين الوطني، فقبل اسابيع
قليلة، قرأنا معطيات تؤكد على أن ثلث الجمهور في البلاد يعيش في دائرة
الفقر، بمعنى إما في دائرة الفقر، أو مهدد بشكل دائم للانتقال الى دائرة
الفقر، ما يعني أيضا أن نسب الفقر الحقيقية بين العرب هي أعلى أيضا مما
نقرأه هنا.

وشدد بركة، على أن فقر هو ليس ضربة من السماء، وليست قضاء
وقدر، بل هي نتائج السياسة العنصرية الرسمية التي نواجهها في كافة مستوى
مجالات الحياة، واوضاع جماهيرنا العربية الاقتصادية الاجتماعية، هي تحقيق
لهدف هذه السياسة، كي نبقى شريحة اقتصادية ضعيفة في وجه المؤسسة الحاكمة
التي تهدف اساسا الى بث روح التيئيس كمقدمة للاقتلاع الاختياري أو
الاضطراري من الوطن.

وقال بركة، إننا أمام هذا الواقع، لن نقف مكتوفي الأيدي، بل
سنقف كما وقفنا على مدى عشرات السنين نتصدى لهذه السياسة في كافة المجالات
والمستويات، لأن معركتنا من أجل العيش الكريم في وطننا، هي جزب لا يتجزأ
من معركة البقاء التي نخوضها منذ النكبة وحتى اليوم.